تعقد الأكاديمية ندوة بعنوان واقع التخطيط الاستراتيجي في الوزارات الحكومية
عقدت أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا ندوة حول واقع التخطيط الاستراتيجي في الوزارات الحكومية، وذلك في مقر الأكاديمية أمس الأحد 09/07/2017م.
وتشرفت الأكاديمية في هذه الندوة باستضافة كل من والدكتور هيثم خليل عايش المحاضر والخبير في التخطيط الاستراتيجي والدكتور منصور محمد علي الأيوبي المحاضر والخبير الاستراتيجي، وأدار الندوة الباحث الأستاذ بكر عبد المالك غانم.
ورحب أ. بكر غانم بالضيفين الكريمين مشيدا بأهمية تفاعلهم مع هذه اللقاءات لما له من أثر على الباحثين وكذلك للمؤسسات العامة من تقديم عصارة خبرة العديد من المختصين وكذلك لما له من دور كبير في تسليط الضوء على الثغرات والمشاكل مما يعمل على وضع مقترحات لعلاجها.
وتحدث د. منصور الأيوبي عن أهمية التخطيط كممارسة وكمفهوم في الوزارات والمنظمات الحكومية، مستحضراً الشواهد التاريخية على ذلك ومن أهمها التخطيط اليوسفي عندما تقلد سيدنا يوسف منصباً عامة بالدولة وقد كتب له النجاح بالمنهج الاقتصادي وما ترتب على هذا النجاح من نجاة للأمة. وقد اعتبر الدكتور الفكر الاستراتيجي بمثابة قارب النجاة الإداري الذي يضمن لهذه المؤسسات النجاح على المدى الطويل بتحقيقها لرسالتها ورؤيتها المستقبلية بالاستخدام الرشيد للمتاح والممكن تدبيره من الموارد دون استنزاف يؤثر على فعالية تلك الموارد مستقبلاً، وكذلك فهو أداة إدارية تمكن إدارة الوزارة من السيطرة التامة على كافة المتغيرات البيئية من خلال دراستها المسبقة وتحليل اتجاهاتها وقياس قواها المؤثرة, فضلاً عن ما يتيحه الفكر الاستراتيجي من إمكانية التقدير الرشيد لحجم وفعالية ومجال تأثير كل متغير- ونطاق تأثيره السلبي أو الإيجابي .
وأضاف الدكتور أن من أهميته أنه يزود الوزارة بالفكر الخاص بها ويساعد على تخصيص الموارد للوزارة ويساعد على تكوين رؤية استراتيجية تعمل على تحقيق التكامل بين الأنشطة التخطيطية والتنفيذية والتقويمية للوزارة.
من ناحيته تحدث د. هيثم عايش عن القطاعات الرئيسية للعمل الحكومي في فلسطين وهي قطاع التنمية الاقتصادية والتشغيل، قطاع الحكم الرشيد وبناء المؤسسات، قطاع الحماية والتنمية الاجتماعية وأخيراً قطاع البنية التحتية.
وقد استعرض المبادئ الاستراتيجية الناجحة لأي حكومة والتي من أهمها حكومة تصوغ تشريعات وسياسات فعالة، وتعمل على تنفيذها جنباً إلى جنب مع مقاومة راشدة تعمل على استعادة الحقوق، وكذلك تحقيق الانسجام والتكامل والتنسيق ووحدة المنهجيات هي اللغة التي تسود بين الإدارات الحكومية من أجل تحقيق إدارة فاعلة للموارد، وبيًن أن الهدف من الحكومات هو تقديم خدمات حكومية ترتقي لمستوى طموح متلقي هذه الخدمات، معرجاً على أن العنصر البشري هو المورد الأول في فلسطين، والاستثمار فيه وتطوير أدائه منطلقاً أساسياً للعمل الحكومي.
وتحدث د. عايش على أن ممارسة ما سبق لابد أن يكون في ظل بيئة تضمن تحقيق معايير الحكم الرشيد بجميع مكوناتها، واستعرض الصعوبات التي تحول دون تطور عملية التخطيط بالإدارة العامة والتي من أهمها ضعف الموارد المالية، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي بفرض حصار خانق على الحكومات الفلسطينية وتعريضها بشكل مستمر للحروب والأزمات والكوارث المفتعلة التي تعمل على عدم استقرار البيئة.
بالإضافة للعوامل الداخلية المتمثلة بعدم تبني الإدارة العليا في الوزارات الحكومية لمنهج التخطيط إما كضعف في ثقافة التخطيط أو كخوف من التغيير والشعور بأهمية مقاومة التغيير.
وقد نصح الضيوف في نهاية اللقاء الأخوة الباحثين وأكدوا عليهم بضرورة نشر ثقافة التخطيط في الوزارات الحكومية لما له من ضرورة دينية وطنية تنعكس على المواطنين، وكذلك ضرورة وتبني النهج السليم في ممارسة عملية التخطيط.






